إقفال مجلس النواب تضامنا مع الحكومة؟! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
كل القوى السياسية دون استثناء تتحدث عن أجواء مريحة بين السراي وبعبدا، وبين عين التينة والسراي وكذلك بين بعيدا وعين التينة، وعلى سائر الخطوط السالكة بين الرؤساء الثلاثة، لكن في المقابل، ليس ثمة ما يعكس مثل هذا الارتياح، إذ لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع، لعل وعسى تفضي الأجواء المريحة إلى ما يبدد الهواجس كي لا يمتد التعطيل أسبوعا آخر.
ومن ثم لماذا العجلة طالما أن التفاهم الرئاسي بألف خير أيضا؟ وثمة من طمأن بالأمس وبثقة مؤكدا أن "التفاهم" صامد ولا تشوبه شائبة، لكن ما يثير القلق أن هذه "الإيجابية" الموصوفة تفيض نهرا من دموع على حظنا العاثر، وقد ابتلينا بما لم يبتلِ به شعب في العالم، وكل ذلك سط أجواء مريحة لا غبار عليها تلمع مثل مرآة لا تعكس غير الوجع.
وإذا كان مجلس الوزراء لن ينعقد في بحر هذا الأسبوع، فالأجدى كذلك إقفال مجلس النواب، على الأقل تضامنا مع الحكومة، إذ لا ضرورة لمناقشة مشروع الموازنة، إلا أن لدى رئيس المجلس نبيه بري رأي آخر، إذ حدد موعدا لبدء جلسات المناقشة في السادس عشر من الشهر الجاري، ويبدو أنه في هذا المجال ليس ثمة من سيرأف بحالنا، وسنصاب بصدمة وسط انبهار مشهدي ممسرح ونحن نتابع التمرين على فن الخطابة والـ "فوكاليز" والتجويد والانتباه لمخارج الحروف، فضلا عن دروس حول كيفية تقمص شخصية زعيم مر في التاريخ المعاصر، لتكون الكلمات أكثر تأثيرا في الجماهير المسلوبة الإرادة.
نضحك أم نبكي حيال كل هذه التراجيديا الإنسانية؟ وإلام نبقى خارج الزمن لا حول ولا قوة لنا؟ وكيف نبني وطنا لم يحافظ عليه السياسيون؟ ولمن نسلم قدرنا وأقدارنا؟ ولمن نترك مقدراتنا مع ما نهب منها والحبل على الجرار؟ من يعيد شاطئا للناس؟ من يعيد جبلا قضمته كسارة أو يعيد حرجا انتهكته مرملة؟ وماذا عن أزمة النفايات العائدة بثبات أكثر من ذي قبل؟ وكيف نتصدى لمحرقة ونواجه "هولوكوست" نفاياتي يهدد صحتنا بوابل الأمراض ووَبالها، المستعصية وغير المستعصية؟
الأجواء مريحة على خط بعبدا – عين التينة – السراي، لا نحسد الرؤساء الثلاثة وهم يصارعون من على متن قارب لننجو ونحن في بحر عاتي الموج، فهل يتواضع قليلا من يشحنون ويصعِّدون؟ هل يتعطون وهم لن يحصلوا إلا على فتات موقف لن ينقذ ما اهتز من صورة وما ترنح من ورم وانتفاخ؟!
|
|
|
|
|
|
|
|
|